الأديبة العاملية الشاعرة زينب علي فواز رحمها الله
زينب بنت علي بن حسين بن عبد الله بن حسن بن إبراهيم بن محمد بن يوسف آل فواز العاملية ، التبنينية ، المصرية . أديبة ، ناثرة ، مؤرخة .
ولادتها وسيرتها
ولدت في بلدة تبنين في جبل عامل في حوالي العام ولدت سنة 1262 هجرية ، الموافق سنة 1846 ميلادية.
ونشأت في أسرة فقيرة. كانت تبنين حينها مقر إمارة آل علي الصغير وكان الحاكم يومها علي بك الأسعد، فتقربت الأديبة زينب فوّاز من نساء آل الأسعد وقضت شطراً من صباها في قلعة تبنين ملازمة لهنّ، لا سيما السيّدة فاطمة زوجة علي بك الأسعد التي كانت على دراية حسنة بعلوم الأدب، واستفادت منها، وتعلمت منها القراءة والكتابة.
ثم تزوّجت برجل من حاشية خليل بك الأسعد وقد كان صقّارا (يهتم بتربية الصقور) ولكن سرعان ما انفصلا لاختلاف الأمزجة بينهما. بعد ذلك سافرت إلى دمشق فتزوّجها أديب نظمي الكاتب الدمشقي ثم طلّقها. (يقال أنها سافرت مع والدها). تعرّفت في دمشق على ضابط في العسكر المصري فتزوّجت به وصحبها معه لمصر. في مصر استقرت بالإسكندرية، ودرست على الشيخ محمد شلبي، وحسن حسني الطويراني صاحب جريدة النيل، والشيخ محي الدين النبهاني. هناك ساعدتها البيئة على إظهار مواهبها، فكتبت عدّة رسائل في صحف مصر الكبرى، ونالت شهرة في الكتابة والشعر والفن، وكتبت روايتين نالت بهما زيادة في الشهرة، وألّفت “الدر المنثور في طبقات ربات الخدور”، فنالت به شهرة واسعة.
يقال انها سافرت بعد طلاقها الأول إلى الإسكندرية مباشرة لتلقّي العلوم (مع والدها)، ومنها جاءت إلى دمشق فتزوجت مرّة ثانية من أديب نظمي، وبعد طلاقها منه عادت إلى مصر للمرة الثانية واستقرت في القاهرة.
كانت من الرائدات الأوائل اللاتي تجرأن على الكتابة الأدبية ولم يكن يعرف ذلك عن النساء حينها باستثناء عائشة التيمورية، وزينب فوّاز. نشرت مقالاتها في المؤيد، والنيل والأهالي واللواء، والأستاذ، والفتى وغيرها، وكانت في مقالاتها تدعو للنهوض بالمرأة والمجتمع عن طريق العمل والمعرفة، ودعت إلى تعليم المرأة وحرية التعليم.
رغم زواجها أكثر من مرة إلا أنها لم ترزق بالأولاد.
آراء حول زينب فواز
يتساءل الأستاذ يوسف مقلد (أديب وشاعر لبناني من تبنين بلد زينب فواز) من أين جاءت هذه الفتاة بميلها المبكر النادر إلى الكتب؟ فلا هو طريق الوراثة، ولا هو طريق البيئة التي كانت الأمية فيها طابع الحياة العامة؟ ولكن من الثابت أن الخلفية الثقافية والاجتماعية والفكرية والإنسانية التي وجدت فيها زينب موجودة أصلا في البيئة العاملية.. والنهضة الأدبية في جبل عامل التي قامت على هذا الأساس»..
تقول فوزية فواز: «فزينب التي تحدثت عن أربعمئة وست وخمسين امرأة من الشرق والغرب في كتابها «الدر المنثور في طبقات ربات الخدور» لم تذكر أي شيء عن نفسها وعن أسرتها وأنكرت ذاتها.. ولعل السبب في ذلك تمشيا مع آداب عصرها فيما يعدونه فضيلة خلقية.. وهي امرأة متمسكة بالأخلاق الكريمة التي تترفع عن الظهور.. وقد تكون تعمدت السكوت عن نفسها لتترك لغيرها أن يتحدث عنها كما تحدثت عن بنات جنسها. ولكن أيا كان السبب فقد قصرت في حق نفسها وحرمت الباحثين من المصدر الأصيل للتعرف اليها».
يقول الشيخ أحمد عارف الزين صاحب «مجلة العرفان» (م8. ج6 آذار 1923):
«من لم يسمع بذكر هذه النابغة العاملية في هذا القرن سواء في سورية أو مصر، أو في سائر الاقطار العربية؟ فزينب لم تكن أبدا مجهولة منذ أواخر القرن التاسع عشر وحتى أوائل القرن العشرين.. فمن يطلع على مقدمات كتبها وما كان يأتيها من تقريظ لهذه الكتب يجد فيها دليلا على شهرتها في الأوساط الأدبية والفكرية في ذلك الحين».
من مؤلفاتها :
1ــ الدر المنثور في طبقات ربات الخدور.
2 ــ حسن العواقب ، أو غادة الزاهرة.
3 ــ رواية الملك كورش أول ملوك الفرس.
4 ــ كشف الازار عن مخبئات الزار
5 ــ الرسائل الزينبية . ( مخطوط )
توفيت الشاعرة زينب فواز في القاهرة سنة 1332 هجرية ، الموافق سنة 1914 ميلادية.
منقول من صفحة الأدب العاملي